Publisher مجتمع المعلومات.. بين النظرية والتطبيق - محمد فتحي عبدالهادي A4

سعى محمد فتحي عبدالهادي في كتابه «مجتمع المعلومات.. بين النظرية والتطبيق» إلى لفت الانتباه إلى أهمية وخطورة ما تعيشه البشرية الآن من متغيرات.. حيث ان مجتمع المعلومات اليوم هو السبيل إلى التقدم في أحوال الشعوب والأفراد. بعدما أعطت الأرض ما عندها، وأعطى رأس المال ما عنده، جاء دور المعلومات.
يتحدث المؤلف عن مقومات مجتمع المعلومات، مثل: سياسة المعلومات، حرية تلك المعلومات، إمكانية النفاذ إلى تلك المعلومات، وتشمل حقوق الملكية الفكرية، مع إمكانية اكتساب المهارات المختلفة للأفراد. كما يقر الكاتب أن التعليم والتدريب هما أساس اكتساب المهارات. مع ضرورة أن تطال الثقافة المعلوماتية الجميع، سواء المتخصصون أو غير المتخصصين.. ثم أهمية أن تصل إلى الأطفال، لأنهم مستقبل تلك الثقافة ومستخدموها.. بل طالب الكاتب أن يتعرف أصحاب الإعاقات المختلفة على الثقافة الرقمية.. ولا تكتمل الدائرة إلا بممارسة وتلقين كبار السن لكل الوسائل التكنولوجية الحديثة.ربما كان من الموضوعية، تناول نماذج من مجتمع المعلومات، وهو ما تناوله الكاتب في الولايات المتحدة الأميركية، ودول أوروبا، ونماذج من آسيا وإفريقيا. ويعرض المؤلف لتجربة المجتمع المعلوماتي في العالم العربي، فلقد شاركت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مع هيئات متخصصة في العالم العربي لتقديم بعض الدراسات في هذا المجال.. ومنها «الاستراتيجية العربية للمعلومات عام 2002م».
وفى تلك الوثيقة برزت التحديات التي تواجه العرب لدخول مجتمع المعلوماتية.. مثل (الفقر الرقمي ـ اقتصادات قطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات ـ ضرورة إصلاح الهياكل الاقتصادية مع تقوية البنى الأساسية للاتصالات).
خرجت الوثيقة بعدد من الأهداف الاستراتيجية: الحفاظ على تدفق المعلومات، مع ربط المجتمع العربي بشبكات الاتصال، نشر الثقافة الرقمية، زيادة معدلات نمو تكنولوجيا الاتصالات، خلق جيل جديد على وعي بالثقافة الرقمية وتطبيقاتها. وهو ما يلزم معه العمل على توفير الترابط الشبكي، تهيئة القيادة في مجتمع المعلومات الجديد، تنمية رأس المال البشرى، تدفق وتأمين المعلومات.
كما جاء إعلان بيروت وصناعة المحتوى العربي ومؤشرات مجتمع المعلومات الجديد، عام 2003م وحدد بعض الأهداف: تعزيز رؤية مشتركة لتنمية مجتمع المعلومات، ابتكار سياسات جديدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع بيئة تشريعية مناسبة، مع تطبيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية.
جاء من بعد «إعلان القاهرة» ضمن المؤتمر العربي التحضيري للقمة العالمية الذي عقد بالقاهرة فى2003م. دعت الوثيقة إلى تنفيذ عدد من المحاور الأساسية: تنمية البنية الأساسية لشبكة اتصالات عربية.. تنمية الثروة البشرية، مع توفير سبل التعليم والتدريب.. تنفيذ الحكومة الالكترونية، بحيث يتم استخدام التقنيات الرقمية الجديدة في تنفيذ الخدمات.. البدء في صناعة المحتوى العربي وزيادته على شبكة الانترنت.. العمل على رواج وترسيخ التجارة الالكترونية.. ربط مراكز البحوث العربية بشبكة الانترنت.. تشجيع الشراكة بين المؤسسات المختلفة، داخل الدولة العربية وخارجها مع الشركات متعددة الجنسيات.. تفعيل المؤسسات العربية المتخصصة تحت إشراف جامعة الدول العربية.
كما تناول المؤلف دور المكتبات في مجتمع المعلومات الجديد. حيث تأثرت المكتبات بملامح المجتمع الجديد، بحيث أصبح البحث على كميات كبيرة من المعلومات متاحاً عما كان عليه البحث منذ عشر سنوات فقط.. وعلى الجانب الآخر أصبح على الباحث توظيف تلك المعلومات إلى أقصى درجة.
وعلى اختصاصي المكتبات المشاركة في إنتاج المعلومات: مثل بناء قواعد البيانات، وتصميم المواقع على شبكة الانترنت، وبناء وسائل البحث المختلفة، مع تشييد المكتبات الرقمية. كما يشاركون في تفعيل الجانب الأخلاقي في التعامل مع المعلومات: توفير المعلومة الصحيحة، والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية. وعلى ذلك يتم تزكية قيم المهنة وهى: قيمة الصدق في تداول المعلومة الصحيحة.. دقة المعلومات، بحيث لا تقدم إلا المعلومة الموثقة.. قيمة التسامح، بحيث لا يجب عليه أن يكون متعصباً لتوجه ما في تقديم المعلومات.. قيمة الحرية الفردية، بتوفير كل المعلومات المتاحة دون حجب لبعضها.. قيمة العدل، بحيث يتم توفير كل المعلومات للجميع أو لمن يطلبها بالتساوي